ما على المحسنين من سبيل

May 5, 2022
الله-يعطيكم-العافيه
  1. ما معنى
  2. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 91
  3. السعدي

يقابل بعاصفة من اللوم والعتاب، هي أشبه برمي الشرر، أو وخز الإبر، مع أن هذا الشخص قد يكون استنجد بغيره للمساعدة فلم يجد، فواصل العمل وحده، فلما حان أوان قطف الثمرة، لم يجد إلا اللوم والعتاب والسباب، بسبب قلة حيلته، وضعف قدرته، أليس هذا من أحق الناس بقوله تعالى: {ما على المحسنين من سبيل}؟! ثم أوليس أولئك خليقون أن يقال لهم: أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ *** من اللوم، أو سدوا المكان الذي سدوا وأمثال هذه الصورة تتكرر في مواقف أخر.. في البيت، في المدرسة، في المؤسسة، وفي الشركة، في الدائرة الحكومية، وفي العمل الإعلامي، مع العلماء والدعاة، والمحتسبين، ومع غيرهم، فما أحوجنا إلى استشعار هذه القاعدة، وطريقة التعامل مع أوهام أو أخطاء المحسنين؛ لكي لا ينقطع باب الإحسان، فإنه إذا كثر اللوم على المحسنين والمتبرعين، وتقاعس من يفترض منهم العمل، فمن يبقى للأمة، ومن يوردها على العذب الزلال؟! وهذا كلّه ـ بلا ريب ـ لا يعني عدم التنبيه على الأخطاء أو التذكير بمواضع الصواب التي يفترض أن ينبه عليها، ولكن المهم أن يكون ذلك بأسلوب يحفظ جهد المحسن، ولا يفوت فرصة التنبيه على الخطأ؛ ليرتقي العمل، ويزداد جودة وجمالاً، ونضرة ورواءً.

ما معنى

  1. عيون المها العربي
  2. ما معنى ما على المحسنين من سبيل
  3. ما على المحسنين من سبيل اعراب
  4. ما على المحسنين من سبيل اسلام ويب
  5. قصائد سعيد بن مانع

لعلكم أبا أحمد معي في أن المنقول عن ابن عاشور يرفع الجناح والحرج عن المحسنين ، يتفق مع ما أورده ابن القيم ـ ـ برفع الحرج عن المحسن الذي استدعى نفسه لفعل معروف ثم أتلفه أو نجم عن معروفه عيب على قول ، وإن كانت أقوال الأصوليين تدور حول رفع الحرج عن المحسن بشرط: ألا يتعمد الإفساد، أو الإحسان لكن مع الجهل ، أوكونه لم يؤذن له فيه.... هذا ما أفهمه والعلم عند الله skype:amakhedr

قوله تعالى: ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم. أخرج أبو الشيخ ، عن الضحاك في قوله: ما على المحسنين من سبيل قال: ما على هؤلاء من سبيل بأنهم نصحوا لله ورسوله ولم يطيقوا الجهاد، [ ص: 484] فعذرهم الله، وجعل لهم من الأجر ما جعل للمجاهدين، ألم تسمع أن الله يقول: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر فجعل الله للذين عذر من الضعفاء وأولي الضرر والذين لا يجدون ما ينفقون، من الأجر مثل ما جعل للمجاهدين. وأخرج عبد الرزاق في "المصنف"، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفل من غزوة تبوك فأشرف على المدينة قال: لقد تركتم بالمدينة رجالا، ما سرتم في مسير، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم فيه. قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: حبسهم العذر. وأخرج أحمد ، ومسلم ، وابن مردويه ، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد خلفتم بالمدينة رجالا، ما قطعتم واديا، ولا سلكتم طريقا، إلا شركوكم في الأجر، حبسهم المرض. وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله: ما على المحسنين من سبيل الآية.

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 91

والمعنى: "ليس على أهل الأعذار الصحيحة من ضعف أبدان أو مرض أو زَمَانة، أو عدم نفقةٍ إثمٌ، بشرط لا بد منه، وهو: " إذا نصحوا " أي: بنياتهم وأقوالهم سراً وجهراً، بحيث لم يرجفوا بالناس، ولم يثبطوهم، وهم محسنون في حالهم هذا... ، ثم أكد الرجاء بقوله " والله غفور رحيم" (1). وبما أن القاعدة المقررة عند أكثر أهل العلم هي: أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهذا يعني توسيع دلالة هذه القاعدة القرآنية التي دل عليها قوله سبحانه: (ما على المحسنين من سبيل). وهذا يدل على أن الأصل هو سلامة المسلم من أن يلزم بأي تكليف سوى تكليف الشرع، كما أن الآية تدل بعمومها أن الأصل براءة الذمة من إلزام الإنسان بأي شيء فيما بينه وبين الناس حتى يثبت ذلك بأي وسيلة من وسائل الإثبات المعتبرة شرعاً. أيها المحب لكتاب ربه: لقد كانت هذه الآية ـ ولا زالت ـ دليلاً يفزع إليه العلماء في الاستدلال بها في أبواب كثيرة في الفقه، خلاصته يعود إلى أنه "من أحسن على غيره، في نفسه أو في ماله، ونحو ذلك، ثم ترتب على إحسانه نقص أو تلف، أنه غير ضامن لأنه محسن، ولا سبيل على المحسنين، كما أنه يدل على أن غير المحسن -وهو المسيء- كالمفرط، أن عليه الضمان"(2).

أقلوا عليهم من اللوم لا أبا لأبيكم أو سدوا من الخلل مثل الذي سدوا [9] واستنبط الرازي منها أصل براءة الذمة فقال: {مَا عَلَى الْـمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ}: هذا بعمومه يقتضي أن الأصل في حال كل مسلم براءة الذمة، وعدم توجه مطالبة الغير عليه في نفسه وماله، فيدل على أن الأصل في نفسه حرمة القتل إلا لدليل منفصل، والأصل في ماله حرمة الأخذ إلا لدليل منفصل، وأن لا يتوجه إليه شيء من التكاليف إلا لدليل منفصل؛ فتصير هذه الآية بهذا الطريق أصلًا معتبرًا في الشريعة في تقرير أن الأصل براءة الذمة [10]. ومن مكملات معنى هذه الآية في ميزانها هذا قوله تعالى: { وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [ الشعراء: 183] ؛ أي أن نعترف بما لهم من رصيد خيري قدموه يستحقون عليه الشكر والعرفان منا، إذ « لا يشكر الله من لا يشكر الناس » كما في الحديث الصحيح [11]. وكذلك من مكملاتها قوله تعالى: { وَلا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [ البقرة: 237] وأحد معانيها: الإقرار بفضل من حاز سبب فضلٍ؛ من علم أو جهاد أو إنفاق أو سابقة، والتعامل معه باحترامه وتقديمه بمقدار فضله [12]. وتجتمع كل هذه المعاني المتقاربة لتقرر أن أصل التعامل مع أهل الإحسان ترجيحهم على غيرهم ممن لا إحسان لهم أو ممن تكون درجتهم في الإحسان أقل؛ في الإمارات والتوليات إن تساووا في الشروط الأخرى، وأنهم إن كانت منهم هفوة لم يعاقبوا [13] ، وإن وقعوا في تقصير أو إبطاء لم يعاتبوا، إلا بإيماء ربما، وأمثال ذلك، وبهذا يفتي مفتي الدعوة، ويقضي حاكم المحكمة الدعوية، وهو سلوك القائد معهم أيضًا [14] ، والله تعالى أعلم.

[10] تفسير الرازي (16/128). [11] صحيح الجامع الصغير 7719. [12] والسنة شاهدة بذلك كما في قوله صلى الله عليه وسلم في قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه في الصحيحين: « وما يدريك، لعل الله اطَّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» صحيح الجامع الصغير 7126 ، وقوله صلى الله عليه وسلم في عثمان رضي الله عنه لما أنفق نفقة كبيرة: « ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم» صحيح سنن الترمذي للألباني (3/208-209) رقم 2920. [13] وفي الحديث « أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود » صحيح الجامع الصغير 1158. [14] أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي في نظريات فقه الدعوة الإسلامية للشيخ محمد أحمد الراشد (1/296-297).

السعدي

ما على المحسنين من سبيل هذه الآية الكريمة من الموازين القرآنية المهمة في اتخاذ المواقف من الآخرين إذا صدرت منهم مخالفة أو قعود عن أمر أو خطأ في اجتهاد ونحو ذلك من الأمور، فإنهم إن كانوا محسنين فما من سبيل إلى لومهم أو عقابهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. :: مجلة البيان العدد 335 رجب 1436هـ، إبريل – مايو 2015م. [1] انظر أحكام القرآن لابن العربي (2/995). [2] تفسير ابن كثير ( التوبة 93). [3] تفسير ابن كثير ( التوبة 91 ، 92). [4] فتح الباري (7/732) ومسلم (1911) ، وذكر ابن أبي حاتم في تفسيره (6/1863) الحديث مرسلًا عن الحسن، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لقد خلّفتم بالمدينة أقوامًا، ما أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم واديًا، ولا نلتم من عدو نيلًا، إلا وقد شركوكم في الأجر» ثم قرأ: { وَلا عَلَى الَّذِينَ إذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [ التوبة: 92] الآية. [5] أحكام القرآن لابن العربي (2/995). [6] قال تعالى: { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِـحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [ التوبة: 102]. [7] ابن أبي حاتم (6/1862). [8] أحكام القرآن (2/995). [9] وفي الحديث الشريف « والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران»، (أجر القراءة وأجر المشقة)، رواه البخاري (244) ومسلم (4937) واللفظ له.

وقال ابن العربي في هذه الآية إنها: «أقوى دليل على قبول عذر المعتذر بالحاجة والفقر عن التخلف في الجهاد إذا ظهر له من حاله صدق الرغبة مع دعوى المَعجَزة، كإفاضة العين وتغيُّر الهيئة، لقوله { تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} ويدل على أنه لا يلزم الفقير الخروج في الغزو والجهاد تعويلًا على النفقة في المسألة، حاشا ما قاله علماؤنا - يعني المالكية - دون سائر الفقهاء: لأن ذلك إذا كان له عادة لزمه ذلك» [5]. ومن المعاني أيضًا التي فهمها السلف من هذه الآية التفريق بين المسيء المعترف بذنبه [6] المقر بالإساءة المشفق منها، والمسيء المستهين بإساءته أو غير المقرِّ بها. قال الأوزاعي رحمه الله: خرج الناس إلى الاستسقاء فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر من حضر: ألستم مقرين بالإساءة؟ قالوا: اللهم نعم، فقال: اللهم إنا نسمعك تقول: {مَا عَلَى الْـمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ}اللهم وقد أقررنا بالإساءة فاغفر لنا وارحمنا واسقنا، ورفع يديه، ورفعوا أيديهم فسُقوا [7]. واستنبط القاضي ابن العربي رحمه الله من هذه الآية قاعدة فقال: «وهذا عموم ممهّد في الشريعة أصل في رفع العقاب عن كل محسن» [8].

وهذا يدل على أن الأصل هو سلامة المسلم من أن يلزم بأى تكليف سوى تكليف الشرع، كما أن الآية تدل بعمومها أن الأصل براءة الذمة من إلزام الإنسان بأى شيء فيما بينه وبين الناس حتى يثبت ذلك بأى وسيلة من وسائل الإثبات المعتبرة شرعا. لقد كانت هذه الآية - وما زالت- دليلا يفزع إليه العلماء فى الاستدلال بها فى أبواب كثيرة فى الفقه، خلاصته يعود إلى أنه «من أحسن على غيره، فى نفسه أو فى ماله، ونحو ذلك، ثم ترتب على إحسانه نقص أو تلف، أنه غير ضامن لأنه محسن، ولا سبيل على المحسنين، كما أنه يدل على أن غير المحسن- وهو المسىء- كالمفرط، أن عليه الضمان» (2). وما أحوجنا إلى أن نطبق هذه الآية فى حياتنا عملا بالقاعدة المشهورة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فحين يسعى أحد الناس فى محاولة إتقان عمل دعوى بنَّاء، أو اجتماعى مصلح، أو عائلى مثمر، ويبذل فيه جهده، وربما يبذل ماله، ويطلب من غيره أن يساعده ويعينه على العمل فلا يجد أحدا يواسيه أو يساعده، فيمضى وحده مجتهدا مثابرا فينجح العمل، فإذا ظهرت بعض الثغرات وبعض النقص الذى لا يسلم منه عمل البشر لم يقابل بشكر وتقدير لجهده، وإنما يوجه له اللوم والعتاب، أليس هذا من أحق الناس بقوله تعالى: {ما على المحسنين من سبيل؟!

ما على المحسنين من سبيل معنى